شهدت منطقة البراحة في دبي، الليلة قبل الماضية، جريمة قتل، وصفتها مصادر شرطية بـ«المأساوية»، إذ قتلت أم هندية، تبلغ من العمر 25 عاما، طفلها طعناً بسكين، وطعنت ابنتها الرضيعة وأخرجت أحشاءها، قبل أن تشرع في الانتحار.
وعزت تحريات الشرطة أسباب الواقعة إلى «خلافات بين الأم وزوجها»، في حين أفاد أطباء أجروا فحصاً طبياً على المتهمة بـ«إصابتها بمرض الاكتئاب الحاد». وبدأت القصة حين سمع جيران المتهمة أصوات صرخات الأطفال من مسكن الأسرة، فأبلغوا الزوج هاتفياً، الذي عاد إلى منزله ليجد طفليه ملقيين على الأرض، وقد خرجت أحشاؤهما، وتوفي أحدهما في الحال، في حين بقيت الأخرى على قيد الحياة، وإلى جوارهما الأم تسيل من بطنها الدماء.
وفور إبلاغ إدارة عمليات شرطة دبي، تحركت دوريات مركز شرطة المرقبات لموقع الحادث، وتبيّن أن طفلاً يبلغ من العمر أربعة أعوام فارق الحياة في الحال متأثراً بطعنات عدة في منطقة البطن، في حين كانت طفلة رضيعة، لم تكمل عامين، في حالة صحية سيئة، إذ أُصيبت بطعنة شديدة نفذت من الظهر إلى خارج البطن، وكانت الأم تعاني من طعنة وحيدة في منطقة البطن.
وقال رئيس قسم الجراحة في مستشفى راشد، الدكتور فيصل البدري، لـ«الإمارات اليوم» إن «المستشفى استقبل الطفلة الرضيعة، وكانت أحشاؤها خارج بطنها، وتبيّن أنها تعرّضت لطعنة نافذة من الظهر، اخترقت العمود الفقري، وأدت إلى تهتك الطحال والكبد والمعدة، وخرجت من البطن»، مشيراً إلى أن «أطباء أجروا لها جراحات عدة لاستئصال الطحال، وخياطة المعدة والكبد».
وتابع: «تدخّل أطباء الأعصاب لوقف تسرب سائل النخاع الشوكي من الجزء المتهتك في العمود الفقري»، لافتاً إلى أن «الطفلة في حالة سيئة، ووضعها الأطباء في غرفة العناية المركزة تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، في انتظار إفاقتها من غيبوبة»، مرجحاً أن «تتدهور حالتها في أي لحظة».
وأضاف: «وصلت الأم مصابة بقطعٍ في البطن، وأُجريت لها جراحة لإغلاق الجرح»، مشيراً إلى أن «حالتها استقرت، وأُدخلت للعلاج في قسم النساء، ويمكن أن تخرج من المستشفى خلال أيام».
وترفض الأم الحديث مع الأطباء أو طاقم التمريض، واكتفت بالنظر لسقف الغرفة. وشخّص أطباء نفسيون في المستشفى حالتها بأنها مصابة بمرض «الاكتئاب الحاد».
من جانبه، قال مدير الإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي في شرطة دبي، اللواء خميس المزينة، لـ«الإمارات اليوم» إن «التحقيقات أثبتت أن الأم هي التي ارتكبت الجريمة، إذ اعترفت للضباط بذلك في موقع الحادث».
وأضاف: «التحريات والتحقيقات الأولية ترجّح أن يكون سبب الحادث الخلافات الزوجية، إذ تبيّن أنها كانت تتصل بزوجها قبل الحادث أكثر من مرة، وهو يغلق الاتصال».
وأشار إلى أنه «تم التحفظ على الزوج لحين انتهاء التحقيقات»، في حين «سيتم استكمال التحقيقات مع المتهمة، بعد تحسّن حالتها الصحية، خصوصاً أنها في حالة نفسية سيئة».
من جانبها، استبعدت أستاذة الخدمة الاجتماعية في جامعة الإمارات، منى البحر، أن «تُقدِم الأم على قتل أبنائها بسبب خلافات زوجية».
وأضافت: «مهما تصاعدت الخلافات الزوجية، فمن الصعب أن تدفع الأم لأن تقتل أبناءها».
وذهبت البحر إلى ثلاثة احتمالات: قد يكون أحدها السبب في الجريمة، الأول أن «تكون المتهمة تعرّضت لعنف مستمر من زوجها، ما دفعها للانتقام منه بهذه الطريقة المأساوية»، موضحة أن «الأم تعرّضت لعنف من زوجها الأقوى منها، فمارست العنف نفسه مع أطفالها كونهم الأضعف».
وتابعت: «من غير المستبعد أن تكون مصابة بمرض ازدواج الشخصية، على اساس أن الذي طعن الطفلين هو الشخصية الثانية، وليست شخصية الأم».
أما السبب الثالث «أن تكون الأم مصابة بمرض الاكتئاب منذ فترة، وتتعاطى أدوية مهبّطة للجهاز العصبي، التي تتسبب أحياناً في دفع المريض للانتحار، ومن يقتل نفسه لا يبالي بقتل أبنائه».
منـقولـ